شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
الشمس والقمر
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين. قال رحمه الله تعالى:
ذكر عظمة الله عز وجل، وعجائب لطفه وحكمته في الشمس والقمر.
قال: أخبرنا الشيخ الإمام الفقيه أبو الحسن عباد بن سرحان بن مسلم المعافري اسم> قال: أخبرنا الشيخ الرئيس الزكي الحضرة أبو الرجاء إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد الحداد اسم> إجازة إن لم يكن سماعا. قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن فاذويه اسم> قراءة عليه وأنا حاضر أسمع في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان اسم> رحمه الله تعالى. قال: حدثنا العباس بن علي اسم> قال: وحدثنا عبد الله بن أحمد الجصاص اسم> ببغداد اسم> قال: حدثنا يزيد بن عمرو اسم> عن البراء الغنوي اسم> قال: حدثنا معقل بن مالك اسم> قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان اسم> عن عبيد الله بن أنس اسم> قال: سألت أنس بن مالك اسم> رضي الله عنه عن ثلاث خصال: عن الشمس والقمر والنجوم. فقال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهن خلقن من نور العرش.
قال: حدثنا ابن أبي عاصم اسم> قال: حدثنا هدبة اسم> قال : حدثنا حماد بن سلمة اسم> عن علي بن زيد اسم> عن يوسف بن مهران اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما رسم> وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا قرآن> رسم> قال: قفاه مما يلي الأرض ، ووجهه مما يلي السماء.
قال: حدثنا الحذاء اسم> قال: حدثنا علي بن المديني اسم> قال: حدثنا معاذ بن هشام اسم> قال: حدثني أبي عن قتادة اسم> قال: وحدثنا إبراهيم بن متويه اسم> قال: حدثنا الفضل بن الصباح اسم> قال: حدثنا أبو عبيدة عن همام اسم> عن قتادة اسم> عن شهر بن حوشب اسم> عن عبد الله بن عمرو اسم> رضي الله عنهما قال: إن الشمس والقمر وجوههما إلى السماء، وقفاهما إلى الأرض؛ يضيئان من في السماء كما يضيئان من في الأرض.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا عبيد بن آدم اسم> أن أباه حدثه عن ورقاء اسم> عن ابن أبي نجيح اسم> عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى رسم> وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا قرآن> رسم> ؛ قال: يتلألأ.
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا الحسين بن علي اسم> قال: قرأ عليَّ عامر اسم> عن أسباط اسم> عن السدي اسم> رحمه الله تعالى رسم> وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا قرآن> رسم> ؛ جعل ضوء القمر فيهن جميعا كضوئه في السماء الدنيا. والنور الضوء وجعل الشمس فيهن سراجا.
قال: إسحاق بن أحمد الفارسي اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمران اسم> قال: حدثنا يحيى بن يمان اسم> عن سفيان اسم> عن جابر اسم> عن عطاء اسم> -رحمه الله تعالى- رسم> وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا قرآن> رسم> ؛ قال: يضيء لأهل السماء كما يضيء لأهل الأرض.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا عمرو بن سعيد اسم> قال: حدثنا إسحاق اسم> -يعني- ابن راهويه اسم> قال: حدثنا الفضل بن موسى اسم> عن الحسين بن واقد اسم> عن معمر اسم> عن قتادة اسم> عن ابن عباس اسم> -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: رسم> وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا قرآن> رسم> ؛ قال: وجهه يضيء السماوات وظهره يضيء الأرض.
قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء اسم> قال: حدثنا علي بن المديني اسم> قال: حدثنا يحيى بن سعيد اسم> قال: حدثنا أشعث اسم> عن الحسن اسم> رحمه الله مثله.
قال: حدثنا إبراهيم بن متويه اسم> قال: حدثنا الحسن بن علي بن عياش اسم> قال: حدثنا أبو المغيرة اسم> قال: حدثنا سعيد بن بشير اسم> عن قتادة اسم> رحمه الله تعالى؛ قال: الشمس طولها ثمانون فرسخا في عرض ثمانين فرسخا.
قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح اسم> قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله العبدي اسم> قال: حدثنا عبد الله بن سليمان اسم> عن محمد بن السائب اسم> عن أبي صالح اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما؛ أن رجلا قال له: كم طول الشمس والقمر؟ وكم عرضهما؟ قال: تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ، وطول الكواكب اثنا عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا.
قال: حدثنا أبو يحيى الرازي اسم> قال: حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم اسم> قال: حدثني أبي عن عكرمة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: الشمس على قدر الدنيا وزيادة ثلاثا، والقمر على قدر الدنيا.
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> عن أبي حاتم اسم> قال: حدثنا أبو صالح اسم> عن معاوية بن صالح اسم> عن أبي الزاهرية اسم> عن كعب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: خلق الله تبارك وتعالى القمر من نور؛ ألا ترى أنه قال: رسم> وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا قرآن> رسم> ؟ وخلق الشمس من نار؛ ألا ترى أنه قال: رسم> وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا قرآن> رسم> ؟ والسراج لا يكون إلا من النار.
قال: حدثنا الوليد اسم> عن أبي حاتم اسم> قال: حدثنا أبو صالح اسم> قال: حدثني معاوية اسم> -رحمه الله تعالى-؛ أنه بلغنا أن النيران أربع: فنار تأكل وتشرب، ونار لا تأكل ولا تشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل. فالنار التي تشرب وتأكل فنار جهنم، والنار التي لا تأكل ولا تشرب فنار الدنيا، والنار التي تأكل ولا تشرب فالنار التي خلقت منها الملائكة، والنار التي تشرب ولا تأكل فالنار التي خلقت منها الشمس. ومنها خلقت الشياطين.
قال جدي رحمه الله تعالى: قال: حدثنا أبو عثمان اسم> قال: حدثنا الحسن بن علي العسقلاني اسم> قال: حدثنا ضمرة اسم> عن ابن شوذب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: الشمس جزء من ثلاثة آلاف جزء من نور تحت العرش.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم اسم> قال: حدثني أبي عن عكرمة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: سعة الشمس سعة الأرض وزيادة ثلاثا، وسعة القمر سعة الأرض مرة.
وقال عكرمة اسم> -رحمه الله تعالى- إن الشمس إذا غربت دخلت بحرا تحت العرش فتسبح الله عز وجل. حتى إذا هي أصبحت استعفت ربها من الخروج ؛ فقال لها الرب جل جلاله: ولم ذلك ؟ والرب أعلم. قالت: إني إذا خرجت عبدت من دونك. فقال لها الرب تبارك وتعالى: اخرجي فليس عليك من ذلك شيء؛ حسبهم جهنم أبعثها عليهم مع ثلاثة عشر ألف ملك يقودونها حتى يدخلوهم فيها.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا علي بن الحسين اسم> قال: حدثنا أحمد بن صالح اسم> قال: حدثنا عبد الرزاق اسم> قال: أخبرنا معمر اسم> عن أبي إسحاق اسم> عن وهب بن جابر اسم> عن عبد الله بن عمرو اسم> رضي الله عنهما في قوله عز وجل: رسم> وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قرآن> رسم> قال: إن الشمس تطلع فيردها بنو آدم؛ يعني ذنوب بني آدم . فإذا غربت سلمت وسجدت فاستأذنت؛ فيؤذن لها. حتى إذا غربت سلمت وسجدت فلا يؤذن لها؛ فتقول: إن المسير بعيد، وإنه إن لم يؤذن لي لا أبلغ؛ فتحبس ما شاء الله أن تحبس. ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت.
قال معمر اسم> -رحمه الله تعالى- وبلغني عن ابن المسيب اسم> قال: ما تطلع حتى ينخسها ثلاثمائة وستون ملكا كراهة أن تعبد.
قال: حدثنا إبراهيم بن علي اسم> قال: حدثنا إسحاق بن أبي حمزة اسم> قال: حدثنا حماد بن محمد السلمي اسم> قال: حدثنا أبو عصمة اسم> عن داود بن أبي هند اسم> عن سعيد بن المسيب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: لا تطلع الشمس يوما حتى ينخسها ثلاثمائة وستون ملكا كراهية أن تعبد من دون الله تعالى.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا أبو صالح اسم> قال: حدثني يحيى بن أيوب اسم> عن ابن جريج اسم> عن عطاء بن أبي رباح اسم> عن عبد الله بن عباس اسم> -رضي الله عنهما- أنه قال: الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء فلكها. فإذا غربت جرت في الليل في فلكها تحت الأرض؛ حتى تطلع من مشرقها. قال: وكذلك القمر.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا أبو حاتم اسم> قال: حدثنا أبو صالح اسم> قال : حدثني يحيى بن أيوب اسم> عن هشام بن حسان اسم> عن الحسن بن أبي الحسن اسم> -رحمه الله تعالى- أنه قال: إذا غربت الشمس دارت في فلك السماء مما يلي دبر القبلة؛ حتى ترجع إلى المشرق الذي تطلع منه. وتجري في السماء من شرقها إلى غربها. ثم ترجع إلى الأفق مما يلي دبر القبلة إلى شرقها. كذلك هي مسخرة في فلكها وكذلك القمر.
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود اسم> قال: محمود بن خالد اسم> قال: حدثنا الوليد بن مسلم اسم> عن الأوزاعي اسم> عن حسان بن عطية اسم> -رحمه الله تعالى- قال: الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء، والأرض تدور.
قال: حدثني الوليد اسم> قال: قرأت على أبي حاتم اسم> قلت: حدثكم محمد بن عمران اسم> قال: حدثني أبي, قال: حدثني ابن أبي ليلى اسم> عن إسماعيل بن رجاء اسم> عن سعد بن إياس اسم> هو أبو عمرو الشيباني اسم> عن عبد الله بن مسعود اسم> -رضي الله عنه- أنه قال ذات يوم لجلسائه: أفرأيتم قول الله عز وجل: رسم> تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ قرآن> رسم> ما يعني بها ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته، ثم كانت تحت العرش.
فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته، ثم استأذنته فيأذن لها. فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبحته وعظمته، ثم استأذنته؛ فيقال لها: اثبتي. فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته؛ فيقال لها: اثبتي. قال: فتحبس مقدار ليلتين. قال: ويفزع لها المتهجدون. قال: وينادي الرجل تلك الليلة جاره فلانا: ما شأننا الليلة؟ لقد نمت حتى شبعت، وصليت حتى أعييت. ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت. وذلك قوله عز وجل: رسم> يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قرآن> رسم> .
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> عن أبي حاتم اسم> قال: حدثنا أبو صالح اسم> قال: حدثني معاوية اسم> عن أبي الزاهرية اسم> عن يزيد بن شريح اسم> عن كعب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: إذا أراد الله عز وجل أن تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب فجعل مشرقها مغربها, ومغربها مشرقها.
قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد اسم> قال: حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني اسم> قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع اسم> قال: حدثنا عفير بن معدان اليحصبي اسم> عن سليم بن عامر الخبائري اسم> عن أبي أمامة الباهلي اسم> رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> وكل بالشمس سبعة أملاك يرمونها بالثلج . ولولا ذلك ما أصابت شيئا إلا أحرقته رسم> .
قال: حدثنا الوليد بن أبان اسم> قال: حدثنا علي بن الحسين اسم> قال: حدثنا عبد المؤمن بن علي اسم> قال: حدثنا عبد السلام بن حرب اسم> عن ليث اسم> عن مجاهد اسم> عن عبد الله بن عمرو اسم> رضي الله عنهما قال: لو أن الشمس تجري مجرى واحدا ما انتفع أحد من أهل الأرض بشيء منها، ولكنها تحلق في الصيف وتعترض في الشتاء. فلو أنها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف لأنضجهم الحر. ولو أنها طلعت مطلعها في الصيف في الشتاء لقطعهم البرد.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: قرأت على يحيى بن عبدك اسم> قلت: حدثكم محمد بن سعيد بن سابق اسم> قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس اسم> عن عاصم اسم> عن زر اسم> عن ابن مسعود اسم> -رضي الله عنه- قال: تطلع الشمس بين قرني شيطان، أو في قرني شيطان من جهنم. فما ترتفع في السماء في فيحة إلا فتح لها باب من أبواب جهنم. حتى إذا كانت الظهيرة؛ فتحت لها أبواب جهنم جميعا. فكان ابن مسعود اسم> رضي الله عنه ينهانا أن نصلي حين تطلع الشمس حتى تبيض وحين ينتصف النهار.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن ليث اسم> قال: حدثنا أحمد بن الصباح اسم> قال: حدثنا علي بن حفص المدائني اسم> قال: حدثنا حبان بن علي اسم> عن سعد بن طريف اسم> عن الأصبغ بن نباتة اسم> عن علي اسم> -رحمه الله تعالى- قال: إن الشمس إذا طلعت هتف معها ملكان موكلان بها يجريان معها مهما جرت؛ حتى إذا وقعت في قطبها. قيل لـ علي اسم> وما قطبها؟ قال: حذاء بطنان العرش. فتخر ساجدة؛ حتى يقال لها: امضي بقدرة الله تعالى. فإذا طلعت أضاء؛ وجهها السبع سماوات، وقفاها لأهل الأرض.
قال: وفي السماء ستون وثلاثمائة برج؛ كل برج منها أعظم من جزيرة العرب. للشمس في كل برج منها منزل تنزله. حتى إذا وقعت في قطبها قام ملك بالمشرق في مدينة يقال لها: بلسان اسم> وقام ملك بالمغرب في مدينة يقال لها: سبان اسم> فقال المشرقي: اللهم أعط منفقا خلفا، وقال المغربي: اللهم أعط ممسكا تلفا. فإذا غشيت العتمة وذهب من الليل؛ تحجرا في حجرات السماء، ثم ناديا: هل من مستغفر يغفر له؟ هل من تائب يتاب عليه؟ هل من راغب يرد بحاجته؟ هل من مظلوم ينتصر؟
ثم يقولان: إن ربنا لغفور شكور. حتى إذا كانا من السحر اطلعا إلى الأرض فقالا : سبحت ذا العلا ، ترى ما في قعر الماء . فيقول ملك تحت الأرض السفلى يقال له الدرابيل اسم> سبحانك حيث أنت. فيقولان: يسبح له الرعد والبرق والظل والحصى والثرى، وما وضع في الأرحام، وما لم يوضع، وما تحت التخوم السفلى. وما يعلمون وما لا يعلمون. قيل لـ علي اسم> ما التخوم السفلى؟ قال: الأرض السفلى. قيل لـ علي اسم> وما لا يعلمون؟ قال: ما هو مستودع في أصلبة الرجال.
في هذه الآثار؛ فيها آثار تخيلية، وليست حقيقية , ومنها آثار وأحاديث صحيحة. يذكر الله دائما الشمس والقمر، ويذكر أنه سخرهما؛ كما في قوله تعالى: رسم> وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ قرآن> رسم> وهذا دليل على أنهما يسيران. وكذلك قوله تعالى: رسم> وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى قرآن> رسم> والجريان هو السير. أخبر بأن كلا من الشمس والقمر يجري؛ وهذا مشاهد.
مُشَاهَدٌ أننا في أول الشهر نرى القمر إلى جانب الشمس؛ قريبا منها, ثم في الليلة الثانية يبتعد عنها قليلا، وهكذا كل ليلة؛ إلى أن يكون في نصف الشهر؛ في الجانب الشرقي، والشمس في الجانب الغربي.
في نصف الشهر نشاهد أنها تغرب من المغرب، ويطلع القمر من المشرق. ثم لا يزال يتأخر أيضا إلى أن يتم الشهر؛ فيكون إلى جانبها مرة أخرى. فذلك معنى قوله تعالى: رسم> وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ قرآن> رسم> أخبر بأن القمر له منازل. ثمانية وعشرون منزلا أو ثلاثون، أو تسع وعشرون منزلة. إذا كان الشهر ناقصا فله تسع وعشرون منزلة. وإن كان كاملا فله ثلاثون منزلة. كل ليلة ينزل في منزلة. ويقع بين المنزلتين قريبا من ثلثي ساعة؛ يعني: أربعين دقيقة، أو أقل أو أكثر بقليل. ويمكن أن تتحقق من ذلك إذا رأيته غرب في هذه الليلة؛ كتبت وقت غروبه بالدقيقة. ثم تنظر في الليلة التالية وتكتب وقت غروبه بالدقيقة؛ فتعرف ما بين المنزلتين.
وكذلك في الطلوع؛ إذا نظرت في طلوعه في هذه الليلة، وكتبت وقت طلوعه بالدقيقة، ثم نظرت في الليلة التي بعدها، وعرفت وقت طلوعه؛ فعرفت ما بين المنزلتين. ثم إن القمر يستمد نوره من الشمس. كأن القمر زجاجة أو مرآة؛ فإذا كان إلى جانب القمر سطع ضوء الشمس في حرفه؛ في حرف من حروفه الذي يليها. وكلما ابتعد عنها ازداد سطوعها فيه؛ إلى أن يكون في المشرق وهي في المغرب. فحينئذ يتقابلان؛ فتسطع فيه ويضيء كله ويتم ضياؤه. هذه سنة الله.
مسألة>